الاثنين، 6 فبراير 2012

أمطار التوظيف




في شهر شباط تهاطلت أمطار التوظيف في الرباط...
آلمتني أذناي حين سمعت الألسنة تصدع السماء بحل البطالة ...
قلت فليكن, لا بأس من تذوق ألم هذه المرارة ...
جمعت أوراقي التي آكلها صدى زمن مقصي
...

رممت حروفها لعلني أتذكر تاريخي المنسي
فهمت السطور و لم أعرف هذا الذي غفلته الايام
...

جئت الى هذا المكان رأيته قبرا باردا يعج بأرواح الشباب...

عجبا لأرجوان لم تمتص رونقه قساوة الزمان...
توقفت مصدومة, منبهرة, أصوات تتعالى و آياد تتخاطف لقطف أوراق أكذوبة نيسان...
جئت لتدوين اسمي في ورقة الاستشهاد, خطفها مني عادل ...
حاولت مرة تانية رأيت محمد علا مكسوا بغبار هائج
...

هنا بدأت مسيرتي تتدفأ بالعطالة الحنونة...
دخلت للصف الاول بعيون البُرعمة ...
استمتعت بركن التعارف و بكلمة حااااااضرة لعاريف
...
تلقنت التربية و الحروف الابجديه و حفظت الأناشيد ...
قمت بالخرجات الترفيهية بوزرة يفوح منها عطر ثوب جديد
...

تحية لكل من علمني أصول النضال...

من الصف الأول للصف التاني فالثالت ...
الشارع مدرسة و مسرحا...
نتصارع فيه مع تقلبات السيناريوهات...
أحداث و شخصيات جديدة...
و فصول مجنونة, مترنحة على جسر الحياة...
عشنا الفقر, التشرد,السجن و الحكرة ...
رحلت عنا أرواح الى دار البقاء ...
قلوبها ترانا و لنا معها لقاء...
تحية لكل مناضل صامد هويته الكرامة و وطنه الحرية و بيته العدالة
...